دلالات الأشكال الهندسية في التصميم الداخلي

دلالات الأشكال الهندسية واستخدامها في الفن الاسلامي

تحمل الاشكال و الخطوط الكثير من المعاني و الدلالات فهي تحمل قيماً جمالية وتعبيرية، ولقد اظهرت الدراسات الكثير من القواسم المشتركة بينهما من خلال ما بقي من الحضارات الانسانية كالتماثيل و العمارة و الاعمال الفنية على الرغم من تباعدها من الناحية الجغرافية، الا انها تتشابه في طريقة تعبيرها ، ونلاحظ من خلال الصورة المرفقة مذى التلاحم و والتحوير بين الاشكال الهندسي ككل لانشاء زخرفة اسلامية متكاملة تشمل كل المعاني و الدلالات.

ويمكن توضيح دلالات بعض الاشكال الهندسية كالتالي:

المستطيل :ويعتبر المستطيل من الأشكال الاكثر استخداما في اعمالنا ، حيث يختارة غالبية الناس مهما اختلفت حضاراتهم ومشاريعهم، فهو يشكل اطار الابواب و الشبابيك و الطاولات و البيوت وغير ذلك من المنتجات، والسبب في ذلك عدم تساوي طوله مع عرضه ، كما ان كمال وحدتة يتجلى في تنوعة ، ، فكل عمل غير متنوع يؤدي إلى النفور .

 الدائرة: استلهمت من الشمس و البدر و قوس السماء وهي تمثل دوران الليل و النهار و الموت و البعث وقد ربط بين الدائرة كشكل كبعد ديني يمثل حركة الطواف و الدوران حول الكعبة وحلقات الذكر عند الصوفيين و الدراويش.
كما ينتج عن الدائرة الإشكال الحلزونية و التي تشير إلى حركة الأفلاك و الأجرام السماوية، ولهذه الأشكال تواجد ملحوظ في العمارة الإسلامية ، كما تمثل الدائرة الوسطية التي تتعد منهجا من أفعال الرسول صلى الله علية وسلم نظراً لتساوي أبعاد محيطها عن المركز وهي تعني العدل و الاعتدال و الموازنة.


 المثلث: يرتبط المثلث بعدة معان دينية ،فقد ارتبط بالحضارة المصرية كرمز للآلهة الثلاثة.

المربع: يرمز من خلال تساوي أضلاعه إلى العدل و الاستقرار و الكمال و الثبات ويعتبر المكعب الناتج عن دوران المربع حول نفسه من أكثر أشكال الهندسية رسوخا و اقتصادا فالكعبة ترمز إلى الكمال و التوازن.

المثمن: يعبر في الديانة البوذية عن ولادة أفكار بوذا و هو يعد شكلاً تجريدياً مستوحى من (زهرة اللوتس) التي تعبر عن بلوغ الاستنارة الروحية وتنشأ النجمة الثمانية من التقاء مربعين ، حيث يرمز المربع الأول إلى الجهات الأربع ويرمز المربع الثاني الى عناصر الطبيعية الأربعة وهي الهواء و الماء والتراب و النار.

أما المربع فيعبر عن المطلق، ولذلك استخدمه المسلمون كوحدة زخرفية متكررة في الكثير من أعمالهم الفنية ، فقد استخدمه المسملين في عمل الزخارف الاسلامية المسمية بالمفروكة الاسلامية ويتوفر منها نوعين المفروكة المستقيمة و المفروكة المائلة بزاية 45 درجة،ونظر لتناسب خطوط المربع فانه الشكل الأكثر تقييدا لمساحة الأشياء، وهذا ما ُينفر الناس منه و لا يكثرون من توظيفه.

و إذا كان المستطيل ارتبط بالجانب الدنيوي والمربع بالجانب الديني، فان المثلث هو الشكل الأكثر ارتباطا بالخطر والمحرمات. فكثيرا ما نسمع عن مثلث الشيطان أو مثلث الرعب ناهيك عن استعماله في علامات المرور الدالة على الخطر، والأمثلة كثيرة لا حصر لها .

والحديث عن الأشكال يحيلنا إلى الحديث عن الخطوط التي تكتنز بدورها قيما جمالية وتعبيرية ، ومن الصعب جدا طرق بابها ، لأن الخطوط يوظفها الفنانون والمهندسون والجغرافيون والعسكريون وكل فئة تنظر إلى الخط من زاوية معينة ولكن رغم تعدد الرؤى يمكن أن نجد قواسم مشتركة بينها.

ويمكن استخدام هذه الأشكال في تصميم بعض وحدات الأثاث مهما كان نوعة و يمكن ايضاً عمل وتنفيذ هذه المعاني في تشكيل الجدران و الأرضيات كما يظهر بالصور المرفقة.

الشكل وعلاقته بالحالة النفسية للانسان

لابد من تواجد هذه الأحاسيس في التصميم  طالما حققت الغرض، ولكن كيف يمكن للمهندس المعماري أن يصحح أو يعمل على تغيير هذه المعاني وهذه الأحاسيس  إذا فرضت على العمل  لتحقق الإيحاء المطلوب ؟

أن موضوع تأثير الأشكال على الحالة النفسية للإنسان، لم يكن متداولا من قبل وقليلون جدا من بحثوا في هذا الجانب من العمارة ومازال البحث جاريا، فقد وجد علم جديد أسمه عـلـم (البايوجيومترى) هو علم يستخدم طاقة الشكل ، اللون ، الحركة ، والصوت لإدخال التوازن على أى نوع أو مستوى من مستويات الطاقة الحيوية ذات الترددات الصغرى و التي تقوم باستكمال الأنظمة الحيوية و التي ترتبط ارتباطا وظيفيا بالجسم المادي ويمكن توضيح  تأثير الشكل على الحالة النفسية للإنسان من عدة نقاط:

 أولا: المعاني الإيحائية لعناصر التشكيل وثانيها هو إيحاءات الأشكال الهندسية بالنسبة للإنسان.

ثانياً: مدى علاقة الأشكال الهندسية بحالة الإنسان وطبعه.

ثالثاً: هو علم (البايوجيومترى) ومازال البحث في هذا العلم قائما إلى الآن ولم يتم إعلان نتائج هذه الأبحاث.

رابعاً: تأثير الأشكال على الحالة النفسية للإنسان
نتناول في هذا الجانب دراسة ما توحي به عناصر التشكيل من معان وأفكار ، كالإيحاء بالعظمة والسمو ، بالحركة والسكون ، بالبهجة أو بالاندفاع دون أن يكون لهذه العناصر أي معنى ممنوح لها أو مرتبط بها مسبقا.

على الرغم من أن ْ الخواص الهندسية للشكل تبقى ثابتة ، مما يحدد سمات عناصر التشكيل ، فإننا لا نلمس هذا الثبات بالنسبة لما يوحي به هذا الشكل . فإذا ما أردنا دراسة ما نحسه من معان وانطباعات إزاء رؤيتنا للأشكال وجب علينا أن نترك _ جزئيا_ المجال المادي الموضوعي لندخل في المجال الذاتي الحادث في نفسية المشاهد، وأنه إذا ما كان من الممكن تحديد سمات بعض الأشكال بطريقة أكيدة نسبياً طالما أن السمة تنبثق من تكوين الأشكال ، فإننا_ فيما يختص بمعاني الأشكال وما توحي به لنا _ نسترشد بنتائج بعض التجارب التي تمت على مجموعات من الأشخاص في ظروف معينة . فالأشكال ليست لها معنى إلا عندما يستعملها الإنسان فهو الذي يحدد معناها بالنسبة لنفسه . هذا المعنى الذي يحدده هو أحاسيسه الشخصية إزاء رؤية الشكل .

المرجع للاستزادة

المرجع الثاني للاستزادة

• غرد
• شارك
• شارك
• شارك
• شارك

المؤلف خالد محاسيس

كل ما يتعلق بالتصميم الداخلي و خاماته.

مواضيع ذات صلة